زلازل ضرب القيم المغربية تتواصل، و للأسف…..
- مدير النشر
- 30 يونيو 2024
- 3 دقائق قراءة

لم يتجاوبوا مع مطالب المواطنين، و استمر المهرجان الذي خصصت له الملايير من مال تبرع أثرياء المغرب، و من المال العام ، و لم تنهيهم إعلان وفاة ام الملك ، و امرأة الحسن الثاني ، و المرأة المغربية ابنة الشعب التي تزوجها الحسن الثاني ، و ساهمت في استقرار الملكية و المملكة و انجبت أمراء وأميرات ..و اعطت و ككل امرأة مغربية رسالتها بجدية .. و أدت مهامها ككل ام مغربية رسالة الأمومة بكل امانة…
نعم، سيقول البعض و لم لا، لا تستمر المهرجانات و الرقص و الغناء؟ نعم و سيقول اخرون مالنا و ام الملك ؟ و سيرد آخر كلنا سنموت ؟…
نعم ستطرح اسئلة كثيرة ، و متضاربة ، لكن لنقف ولو قليلا عند ما يجري في المغرب ، و لنسطر و بالأحمر على ما يجري من طقوس غريبة و دخيلة على المجتمع ، و من محاولات التسويق لها من طرف البعض الذين أعطوا لأنفسهم صفات الباحث و الفيلسوف و الصحفي و العالم و المفتي و محللة الأوضاع، نخب أنهكها الغرور الشخصي و دخلت اللعبة من النافذة طمعا في الشهرة و الادسانس، و التعارف المربح و البحث عن ضحايا …
نعم ستطرح اسئلة كثيرة، لكن لو أخذنا قليلا من الوقت و تساءلنا مع انفسنا اولا، ماذا يحدث في المغرب؟ هل تحدث تغييرات في مناهج التعليم إيجابية و هل تحدث تغييرات إيجابية ام سلبية في سلوك الفرد ، ومن يؤثر ، و من يخلق و من يزرع؟ و من يحطم؟ …
لأعود بكم إلى أسابيع مضت و أنا اتصفح بعض وسائل التواصل الاجتماعي ، اثار انتباهي حديث صحفي عن قضية وقعت له في صباحه في طريقة للعمل مع احد سائقي الطاكسي ، استرسل الصحفي قوله ان السائق، كان لا يعرف التمدن و لا التحضر ، و استعمل الصحفي المتحضر كلمة " هركاوي" و واصل حديثه عن السائق واصفا إياه بتلك الكلمة " هركاوي" التي اصبحت متداولة بشكل رهيب عند بعض من يظنون انهم من المؤثرين لكونهم يحملون بطاقة صحفي او لكونهم يحملون اسم الدكتورة او الدكتور او الباحث او الباحثة…
و بنفس الكلمة المتداولة " الهركاوي" نعت احد الذي يعطي لنفسه صفة فنان ، بعض المواطنين ، بمجرد انهم قطعوا الطريق دون احترام ممر الراجلين ..
و عندما راجعت عمل هذا الفكاهي ، فمنذ بداية مسيرته المضحكة و هو يضحك فقط عن مجموعة خاصة من المواطنين من اهل البادية و يغير صوته و يسمي نفسه بأسماء متداولة في قلب البادية ، لكنه لايضحكني لانني لا اعتبره فنانا ساخرا ، بل هو مجرّد ببغاء لا يحترم الاخر ، و مجرد منعدم الضمير ، لانه عوض خلق فرجة للضحك من مواضيع الساعة و من الاحداث الجارية فهو يلجأ ليقلد اصوات مواطنين بطريقة ليست هزلية بل بطريقة مس في حياتهم الخاصة…
و هؤلاء الذين يقدمون انفسهم من مختلف المهن على انهم متحضرون و متطورون ، و كل من يخالف ذلك فهو هركاوي، حسب حديثهم …
إن هؤلاء الذين غلبهم التطبع ، واصبحوا يعيشون غرقى في الملذات و غرقى في افكارهم الممتدة من اتباع حركات تضرب في القيم و في الاخلاق وتهاجم المواطن العادي و تعتبره متخلفا وهركاوي..
ان هؤلاء الغرقى في النفقات اليومية من اجل الظهور بهندام انيق، و الغرقى في فوائد البنوك ، و الغرقى في صالونات الحلاقة لتنظيف لحيتهم و شعر رؤوسهم، نسوا ان ينظفوا افكارهم من الغرور و من الآنا الاعلى ، و من التحليل الفارغ ، و هم يعيشون في الأوهام و في الأوحال … و يعبرون على ذلك من خلال مهاجمتهم الجبانة للآخر الذي يعيش حياته كما هي ، في المدينة او في القرية…
اذن عن اي تحضر او قيم يتحدث هؤلاء، الذين و عوض ان يناقشوا قضايا الساعة و الفساد و من المسؤول عليه، و عوض ان يضعوا الاصبع على مكامن الخلل و غياب فرص الشغل و التوزيع العادل للثروة و الغلاء و ما يعيشه المواطن من انتهاك لحقوقه و لخصوصياته و لحرياته في القرية و المدينة على حد سواء ، يتحدثون هؤلاء التائهون عن الاخرين ، بلغة الاستعلاء و التكبر والغرور…
اذن هكذا تحطمت القيم و اصبحت زلازل مختلفة الدرجات تزحزح القيم المغربية و الاحترام و التعايش و التسامح و العيش المشترك …
هكذا اذن اصبحت نتائج توغل حركات و نظريات سخيفة و يسوق لها من طرف المغرورين لضرب أصول القيم التي هي ثروة المواطنين المغاربة …
افتتاحية صباح الخير يا وطني
عن مدير نشر صوت المغرب الحر
Comentarios