في المغرب فقط ، الملك يرحم و المخزن لا يرحم، و الشعب يتعذب
- مدير النشر
- 6 أبريل
- 2 دقائق قراءة

في العهد الجديد، مشاهد يومية صعبة تصديقها ، و قرارات مجحفة صعبة تصديقها ، و ضغط على الشعب صعب تصوره ..
في العهد الجديد ، مؤسسات موجودة ، الجدران ملون ، و الأبواب محروسة ، و التحيات الصباحية متكررة حتى صار من يؤدون التحية ، يستبدلون أحذيتهم لكثرة التحية و جمع الأرجل ، حسب التحية العسكرية …
في العهد الجديد ، مقاطعات تحولت و كأنها دويلات ثائرة ، القائد غاضبا و لمخزني غاضبا و لمقدم غاضبا و الباشا لايحل إلا في الساعة العاشرة و الكل يقف و لا تسمع إلا صوت عصفور يزقزق على شجرة مركونة أمام مكتب الباشا " الرئيس "…
كل هذا الفريق لأجل البحث في شواهد السكنى و شواهد الحياة و شواهد الميلاد و شواهد الزواج و الأهم صفقات المجالس المنتخبة ، أما المشاريع فهي من سابع المستحيلات ، و حتى إذا تحققت فقط مشاريع الهدم ، أما بناء المواطن مستحيل…
و في الوزارات و مقراتها الضخمة و الكبرى ، تظن و انك داخل قصور تسهر وعلى مدار الساعة على رعاية المواطنين … و في الصباح يصل الوزير متأخرا و يسود الصمت في طريقه و هو يتحدث في هاتفه عن الصفقات مع رئيس جماعة و رئيس الدائرة…
و بعد الثالثة زوالا تخرج و بأوامر من القائد، فرق للهدم والركد وراء الباعة المتجولين ، و تسير وراءهم شاحنات ضخمة تحمل كل شيء ، الأزبال البلدية و صناديق الانتخابات المزورة و خيام المناسبات و هدايا السوق الباشا، و الآن ستحمل رأسمال الضعفاء من الباعة المتجولين من طماطم و بصل و برتقال و تفاح …
فرق تدخل الشارع و تسمع أصواتها مرتفعة و كأنه زلزال بشري ، و يصبح القائد منتفخا و صوته يتحول إلى صوت آلة حفر ، و لمقدم يجري شمالاً و جنوبا و هو ينتقم من كل باعة لم يقدموا له رشاوي سابقا…
لا يرحمون ، و لا يرحمون … حتى الذين هم في مظاهرات و يحملون صور الملك و يصيحون بعاش الملك ، يتعرضون للدفع و السب و الشتم و إزالة صور الملك ، و هم في غضب استثنائي و كأنهم آلهة لا يرحمون …
و في الليل و على شاشات التلفزة ، الكل في انتظار خطاب الملك بمناسبة عيد العرش ، و يبداً الخطاب بشعبي العزيز… و كأنه ينزل بردا و سلاما على المواطنين المظلومين ، و رد الإعتبار لهم على الاقل بخطاب يعزهم…
و بعد الخطاب يتلي الصحفي و بحذر حتى لايخطئ بلاغ القصر الملكي و عفو الملك السامي على عدد كبير من المسجونين و كثير منهم مجرمون …رحمة من أمير المؤمنين…
هكذا يمر الليل ، و في الصباح لن تتغير غضبة القائد و غضبة الباشا ، المبتهج الوحيد هو سائق حافلة الجماعة فهو ينتظر و بشغف وصوله بالحافلة و ينتظر أمر القائد و لمقدم ليقولوا …اجمع ..هز هز هز ..ليضمن حصته من المحصول عليه في عملية باسم تحرير الملك العام ..
هكذا نرى في المغرب، الملك يرحم و المخزن لا يرحم و الشعب يتعذب..
حشومة
عن مدير نشر صوت المغرب الحر نيوز
عن مدير نشر المرصد المغربي لحقوق الإنسان
Comments