قطاع الصحة العمومية في المغرب بين الفوضى، انعدام الخدمات و الصفقات و الإهمال
- مدير النشر
- 23 مارس
- 3 دقائق قراءة

في الدول التي تحترم شعوبها ، تعطي الاولوية للمستشفيات العمومية ، و كل الهيئات و الوزارات و الأحزاب و المنظمات و المؤسسات و الجامعات و مراكز التكوين ، و المختصين و الخبراء و العلماء و الميزانيات تعطي الأولوية لقطاع الصحة العمومية و التعليم العمومي و الشغل ..
في الدول المتقدمة ، التي تحترم شعوبها ، تشتغل المستشفيات ليل نهار ، و هي مجهزة بأحدث التجهيزات ، و بسيارات إسعاف و طائرات هيليكوبتر للإسعاف مجهزة بالأجهزة الطبية الضرورية، و بطواقم طبية على إستعداد للتدخل على مدار الساعة ..
و ما إن يتعرض المواطن ، في الدول التي تحترم شعوبها، لحادث ما أو لمشكل صحي ما ، تتجند كل الطواقم الطبية و ينقل بسرعة البرق للمستشفى، و منذ صعوده لسيارة الاسعاف ، وهو تحت الرعاية الطبية إلى وصوله لقاعة المستعجلات ، و يجدون في باب المستشفى طاقما آخر مختصا يتحمل المسؤولية بسرعة و يتسلم المريض و يسرعون به إلى قاعة الفحص حيث يجد الممرضون و الممرضات و الأطباء المختصون في جاهزية كبرى، و كل الأجهزة موجودة من جهاز التحليلات الطبية السريعة إلى آلات الكشف الطبي من سكانير و راديو وغيرها…
أما في الدول التي لاتحترم شعوبها و لا تهتم بصحتهم ، و الحال كما في المغرب ، إذا مرض المواطن المغربي يعيش عذابا مضافا إلى ألمه ، و يعيش " التجرار " و الإهمال في المستشفيات العمومية …
أتذكر قصتي مع امي رحمها الله، لقد دفعت أنا شخصيا ثمن المازوت لسيارة الإسعاف لنقل أمي الى المستشفى العمومي ، و عندما وضعوا أمي على السرير ، و شرع السائق في السياقة .. حتى بدأت القصة المرة، لا طبيب في سيارة الإسعاف ، و لا ممرضة و لا جهاز التنفس و لا نظافة و حتى السائق لا يعرف شيئا عن التدخل الطبي … صدمت كثيرا ، و أنا آنذاك كنت قد رجعت من الخارج ، صدمت و أخذت يد أمي و أشد على جسدها النحيل عندما تتحرك سيارة الإسعاف الكارثية و هي تصطدم بين حفر في الشارع المهملة، و كانت تئن بسبب ألم المرض و سوء حال سيارة الإسعاف …وصلنا للمستشفى العمومي بالدارالبيضاء مورزكو، صدمت ومن الباب الكل يطلب الرشوة ، من الحارس حتى المممرضة و الطبيب للحصول على سرير ..
مواطنون مرضى بداخل قاعة المستعجلات و هي مختلطة بأنين المرضى و روائح كريهة و كأن المستشفى ممنوع من النظافة .. و يتجول بعض أصحاب البدلة البيضاء و منهم من يبحث عن مريض يدفع أكثر …
بحتث عن الطبيبة المشرفة … الرشوة الرشوة الرشوة…
و مرت قصص مؤلمة طويلة صادمة بسبب الإهمال ، حتى القفازات الطبية طلب مني أن اشتريها و حتى سكانير علي أن احمل أمي و أتجول بها في الدار البيضاء على متن سيارة "هوندا" في غياب الإسعاف…للبحث عن مكان خاص بالسكانير … كانت الطبيبة، الله يسامحها ، عندما تراني تكتب إلي وصفات ادوية على ورقة بيضاء مملوءة عن اخرها ، و تعطيني اسم الصيدلية و الشخص الذي يجب أن أتكلم معه … من اجل امي كنت اجري مسرعا ، و أنا انذاك شاب ، و ادفع أثمان خيالية … و كانت امي تنتظر الي و عيناها مبتسمتان و هي تقول لي لا تذهب اجلس بجانبي … لكن الدكتورة ما ان تحصل على الدواء حتى تطلب مني الادوية تم تختفي عن الأنظار …
هكذا عانت أمي بسبب الاهمال و عانيت بجانبها … حتى ماتت على نفس السرير و في نفس المستشفى و الاسباب نفسها … فودعت امي في قبرها و ودعت الوطن ، و دموعي …و لكثرة الصدمة جفت … و غادرت الوطن …
و منذ تقريبا اكثر من عشرين سنة على موت أمي ، رحمها الله ، لازالت المستشفيات العمومية في المغرب في أسوء الأحوال … لا خدمات طبية جيدة و لا سيارات إسعاف في مستوى الإنسان، و لا أجهزة طبية متوفرة و لا أدوية و حتى الأطر هجرت البلاد…
فمن سينقذ صحة المواطنين ؟ و من سيتوب للضمير المسؤول و سيعطي الاولوية للمستشفيات العمومية عوض تخصيص الميزانيات للمهرجانات و للمونديال…؟!؟
إلى متى ستبقى صحة المواطن المغربي في خطر ؟
مجرد رأي
عن مدير نشر صوت المغرب الحر نيوز
Comentários