لماذا نلوم الدول الأخرى لعدم الدفاع عن الشعوب العربية؟
- مدير النشر
- 5 مايو 2024
- 2 دقائق قراءة

ما يجري من حروب طاحنة في الشرق الأوسط ، و خاصة ما عرفته غزة من حرب مدمرة و همجية و ممنهجة، وعدم قدرة الأنظمة العربية على وقف الحرب و لا على الوقوف صامدة في وجه محركي هذه الحرب القذرة من تل أبيب إلى طهران والذين قتلوا ارواحا بريئة من أطفال و نساء و رجال…
و يجرون الان المنطقة بأجمعها لحرب عالمية إذا ما استمرّت كما هي عليه في هذه الساعة..
و لقد تحركت الشعوب العربية ليل نهار منددة بهذه المجازر و بهذه الحروب المدمرة ، و جابت شواريع المدن العربية من الدارالبيضاء إلى القاهرة ، و انتفضت الشعوب العربية و رفعت شعارات و عبرت عن غضبها و عن تألمها من الوضع اللاإنساني في غزة …
و بدأ اللوم ينصب على عديد من الدول التي لم توقف هذه الحرب السخيفة، و بدأت النخب في الشعوب العربية تحرك النقاشات حول عدم تدخل الدول الديمقراطية لوقف ما يجري في غزة من انتهاكات جسيمة للحقوق و القوانين الدولية الانسانية..
لكن لنتساءل اولا ، كيف للشعوب العربية ان تندد بعدم تدخل الدول الديمقراطية و الشعوب الديمقراطية لوقف هذه المجازر و اين انظمتها الحاكمة؟
فرغم بعض المواقف الجادة لبعض الدول و الشعوب في البلدان الديمقراطية و المطالبة بوقف الحرب في غزة ، و ايجاد حلول مسرعة و احترام القوانين الدولية الانسانية، خرجت النخب العربية و دافعت الشعوب العربية للتنديد بمواقف الاخر، و الدول الاخرى و الشعوب الأخرى ، لكن اين الشجاعة لنتساءل ، هل نحن في الشعوب العربية قادرون على خلق شعوب قوية ديموقراطيا اولا ، هل الشعوب العربية من محيطها إلى خليجها فرضت نفسها و فرضت على الأنظمة التي تحكمها احترام حقوقها و حرياتها اولا ؟ و هل الشعوب العربية استطاعت ان تفرض على انطمتها الحاكمة مطالبها و خاصة توفير العيش الكريم و حماية الحريات و الحقوق؟
إذا ارادت الشعوب العربية ان يسمع صوتها حينا فعليها ان تفرض وجودها اولا في أوطانها و ان تجبر حكامها و انظمتهم على حماية الحقوق و الحريات و محاربة الفساد و اللوبيات الفاسدة في المجتمعات العربية و الخروج من عباءة العبودية و الولاءات إلى الديمقراطية و الحق و القانون و حقوق الانسان…
و إذا ارادت الشعوب العربية ان تفرض وجودها عليها ان تتخلص من الأنظمة التي لا تحترمها و لاتحترم حقوقها المشروعة و حرياتها، و تغير امرها الواقعي و تخرج من دائرة الخمول إلى منطقة الحقوق و الكرامة، وان تفرض على انظمتها الحاكمة حريتها في اختيار ما هو في صالحها اولا ، و ما يتطابق مع المباديء الدولية و المواثيق الدولية لحقوق الانسان…
ان الدول الاخرى ترى و تلاحظ كيف هي الشعوب العربية و هل هي تدافع عن حقوقها و حرياتها او فقط الأنظمة الحاكمة تتحكم في هواءها و في مصيرها بشكل عبودي و استعبادي ، و بأشكال استبدادية….
فجميع دول العالم تبحث عن مصالحها اولا ، شعوب الدول المتقدمة تفرض على الأنظمة الحاكمة طريقة عيشها و احترامها للحقوق والحريات و العيش الكريم…
فالشعوب العربية و إذا ارادت ان تستمر في وجودها عليها ان تدافع عن وجدها و عن حرياتها و عن حقوقها و عن كرامتها كي يصبح صوتها مسموعا محترما … لان اغلبية أنظمة الشعوب العربية باعت شعوبها لمصالحها الخاصة و خاصة الاستمرار في الحكم و التحكم و الجلوس على الكرسي الفاخر…
اذن لماذا نلوم الدول الاخرى في الدفاع عن شعوبنا العربية ؟
مجرد راي
عن مدير نشر صوت المغرب الحر / * سعيد مصلوحي
*مدير نشر الوكالة الأوروبية الدولية للأنباء
*عضو جمعية الامم المتحدة فرع اوروبا الشمالية
*عضو المعهد الدولي للصحافة
*عضو بجمعية "بان" الكندية..
Comments