مرض الملك محمد السادس و من يحكم المغرب ؟

بعد طلاق الملك محمد السادس ، لابنة الشعب الأميرة سلمى و ما عرفه من كواليس لم يستطيع الشعب معرفة ما يجري و ما جرى و لماذا و كيف ..؟..

وخلال بداية فترة مرض الملك محمد السادس ( الله يشافيه، و يشافي جميع المرضى )، تم إخبار الشعب عن طريق بلاغات من القصر الملكي تبقى على كل حل ، تغييرا في بروتوكول القصر و اختلافه حين عهد الحسن الثاني …

ولكن ، و مع الأسف الشديد ، تبقى بلاغات القصر جافة حول ما تخبر به عن طلاق الملك أو عن مرض الملك أو من يسير القصر و الدولة و البلاد ، و الملك محمد السادس مريضا؟

في أي دولة ملكية كانت أو جمهورية ، أو امبراطورية ، تكون لها استراتيجية مدروسة في حالة ما إذا مرض الملك أو الرئيس أو الإمبراطور…و تكون لها طرق خاصة ، إذا كانت الدولة ديمقراطية ، فبسرعة يبدأ الشعب يتساءل من يحكم البلاد ، و تخرج الجهات المختصة لطمأنة المواطنين ببلاغ لانعقاد ندوة صحفية داخل القصر و التجاوب مع الإعلام أولا و إعطاء خطة عمل و من سيتحمل المسؤولية خلال مرض الملك او الرئيس او الإمبراطور …و من سيخلّفه مؤقتا ، حتى لا تتعطل قضايا المواطنين و سير المؤسسات..

لكن ما نلاحظه، و مع الأسف الشديد، و بالعكس تماما في المغرب، ففي حالة طلاق الملك لم يعرف المواطن المغربي حقيقة الأمر ، لعدم السماح للحصول على المعلومة، و رغم الإشاعة إلا بعد نشر الخبر في وسائل إعلام إسبانية ، و بعدها خرج بلاغ رسمي في داخل البلاد ليؤكد ذلك…

و منذ أن لاحظ المواطنون أن صحة الملك محمد السادس، خلال خطاب أو حفل أو سفر ليست على أحسن ما يرام، يخرج القصر و ببلاغ يعلن عن وجود الملك في نزاهة بعد إجراء عملية جراحية ، أو تعرضه للكسر أو إلى غير ذلك من بلاغات تبقى جافة و لا تعطي مزيدا من التوضيحات ، و يبقى الشعب حائرا حول مصيره و حالة ملكه و من يحكم مكانه و مصير الدولة.

نعم في بعض الاحيان تبقى بعض أسرار الدولة بعيدة عن الرأي العام و بعيدة عن الإفشاء و الحديث عن الملك و نوعية مرضه أو عن نوع الادوية التي يتخذها و عن إسم المصحة التي يلجأ اليها أو إسم الطبيب الذي يعالجه ، حفاظا على سلامته وعلى عدم تسريب معلومات جد دقيقة يمكن ان يستغلها بعض المتربصين ..

لكن عندما يتعلق الأمر بتسيير دولة ، و الملك مريض كما هو الحال في المغرب، من المنطقي و الطبيعي أن يعرف المواطن المغربي من يحكم و من يتخذ القرارات السياسية في البلاد ، و من يقوم محل الملك ، إلى أن يسترجع قواه و يعود بخير لعمله؟

لقد لاحظنا و خاصة منذ بداية مرض الملك محمد السادس ، تغيرت الأشياء ، و بدأ يحس المواطن بالارتباك و بدأ يشعر المواطن بفراغ دور الملك محمد السادس، ففي كثير من الأحيان نسمع عن معاناة المواطنين و لا من يقوم بحل قضاياهم و نسمع بقرارات مفاجئة و غريبة تخرج من أفران بعض الجهات الرسمية تثير الدهشة و الغرابة ، كتلك المنازل التي تهدم على رؤوس المواطنين ، أو تلك الصفقات الكبرى لتحلية المياه و تضارب المصالح أو كتلك أموال الدعم لاستيراد المواشي التي تبخرت دون محاسبة ، أو كتلك القروض التي يحصل عليها المغرب دون معرفة من يستفيد منها مع العلم أن المواطن المغربي لا يستفيد منها…

من حق المواطن المغربي أن يعرف من يحكم البلاد و الملك محمد السادس مريض ، و لا يقدر مواصلة العمل يوميا في المكتب في قصره، فمن يعمل مكانه ؟ و أصبح هذا واضحا مدى تاثير مرض الملك محمد السادس ( الله يشافيه) ، على تسيير شؤون الدولة ؟

فهل يخرج القصر الملكي بتوضيح جدي و صريح من يحكم البلاد و الملك مريض؟ و من يتخذ قرارات غير صالحة للمواطنين المغاربة و الملك مريض ؟ و من يتلاعب بسير العدالة و الملك مريض ؟ و من يمثل ملكا على الشعب مستغلا مرض الملك محمد السادس؟

و من المعلوم أن المغرب دولة و ملك لجميع المغاربة، و ليس شركة خاصة او ضيعة لأي كان …

افتتاحية صوت المغرب الحر نيوز

عن مدير نشر صوت المغرب الحر نيوز

عن مدير المرصد المغربي لحقوق الإنسان