مسرحية بامتياز…لنضحك

لم أعد آخذ اجتماعات الحكومات المتعاقبة و الملوك المتعاقبون على حكم المغرب ، على محمل من الجد و الجدية …

لم اعد أثق بما ارى على التلفاز الوطني المغربي و أنا بالمهجر ، اتابع و عن بعد، مرور الموكب الملكي ، و تحية محمد السادس من داخل سيارته المصفحة، و تشكيلة دراجات الفخر ، و الأضواء الساطعة المعلنة عن شخصية مهمة باحدى السيارات السوداء اللون …

لم اعرف ما حصل لي و أنا اتابع اجتماعا وزاريا للملك محمد السادس و رئيس الحكومة و يجلس بجانبهما شخص يشبه عالي الهمة ، و آخر ، شبيه بالحاجب الملكي …و الإعلامي التابع للقناة الوطنية و هو يغطي الحدث يتحدث عن مسايرة الملك شخصيا قضايا المواطنين و الحماية الاجتماعية و تخصيص صناديق بعد الصناديق … اضحك … نعم أصبت بجنون الضحك ، بعدما كنت قلق على ما يجتمعون حوله ، لا قرارات تنفذ و لا أوامر تنفذ ، فقط المال العام يتحرك باوامر من جهة إلى اخرى بدون تأشيرة حدود ، و يحط الرحال بسويسرا و جزر بعيدة في الكارايبي..

لم اعرف ما حصل لي ، و أنا اضحك بعد اعادة الانصات للخطاب الملكي الذي كنت قد قاطعته عند افتتاح ما يسمى بسنة البرلمان ، ضحكت كثيرا و أنا ارى الملك يخطب في نواب بعضهم متابع في قضايا الفساد و المخدرات و استغلال المنصب، و الرئيس المسمى ، بعدم دفع الضرائب…

ضحكت كثيرا و هم يصفقون بعدما شكرهم الملك على عملهم … ضحكت كثيرا … حين انتهى الملك و خرج ليلتقي بالمواطنين ، الذين كانوا على جنبات الطريق و اليوم هم مشردون و بالفعل على جنبات نفس الطريق، لان الدولة هدمت منازلهم التي ، و في نظرها، تشوه سمعة المدن و المغرب سيحتضن المونديال ، او لمصلحة عامة لمرور التيجيفي، …

ضحكت حتى هطلت دموعي ، و من قبل كنت اغضب و اشرب الماء بالحامض ، لكن الان اضحك لانني اكتشفت و اقتنعت ان كل ذلك فقط مسرحية الحكم و مسرحية الانتخابات و مسرحية حماية الحقوق والحريات و مسرحية الاعلام و مسرحية الاحزاب و مسرحية الحكامة ، و اقتنعت على أنهم يتناوبون على الثروة فقط ، و الحاكم هو المسؤول هو الملك محمد السادس …

وقفت هنيهة لأرى نفسي اضحك و تساءلت هل من الاحسن ان اضحك او أواصل غضبي و الماء الحامض، و هم يواصلون مسرحيتهم … لنضحك..

افتتاحية صوت المغرب الحر نيوز

عن مدير نشر صوت المغرب الحر نيوز