top of page

معاناة المواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة في المغرب مستمرة في غياب دور الدولة

  • مدير النشر
  • 23 مارس
  • 3 دقائق قراءة

زرت أمس صديقا لي بمناسبة عيد ميلاد ابنه ، و هو من ذوي الاحتياجات الخاصة ، شاب كله طموح و أمل، وصل الثلاثين من عمره ، و منذ أن ولد ، يحكي لي أباه و أمه ، و هو يعاني ، لا يستطيع الأكل لوحده حتى الآن ، و لا المشي لوحده و لا قضاء حاجياته الطبيعية لوحده ، و لا حتى شرب الماء لوحده …

دائما عندما أزورهم ، و عندما يسمع صوتي ، يبتسم وبلغة الإشارة يطلب من أبيه ان يساعده على الوقوف ، و عندما أراني أهرول نحوه لأعانقه ، يضحك و يرفع يديه بصعوبة كبيرة و بمساعدة أبيه ، يعانقني بحرارة ، و يحرك عينيه يمينا و يسارا ، ثم يصرخ فرحا بحضوري ..

و كل ما زرته إلا و أحضرت معي هدية له ، و هذه المرة أهديته طاجينا صغيرا مغربيا كنت قد اشتريته عندما زرت باريس في الشهرالماضي ، كما أهديته بعض الهدايا الأخرى ..

جلسنا جميعا ، نضحك ، على شاي مغربي بدون نعناع ، فاذا بأبيه يتحدث معه و يقول لي ان ابني فرح جدا لقد توصل من المصالح المختصة بالأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، بجهاز كمبيوتر تتبع العين Eye Tracking Computer ..و أضاف أباه انه الان يطلب مني ان ترافقنا لمكتبه ليفاجئك.. رافقتهما لبيته الخاص المجهز بالتجهيزات اللازمة من كرسي كهربائي و طاولة كهربائية و سرير كهربائي خاص يتحرك في جميع الاتجاهات و كراسي اخرى لاستقبال اصدقائه ، و طاولة الاكل متحركة مجهزة الكترونياً…

و فجأة اسمع حركة من جهاز الكمبيوتر المختص بتتبع العين ، و صوتا الكترونياً يقول لي مرحبا سعيد ، فصدمت لانني اول مرة يحدثني ابن صديقي عبر جهاز الكمبيوتر الخاص لذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا يتكلمون ، فهو يرصد و يتتبع حركات أعينهم و يترجمها إلى جمل صوتية … بدات أبكي و عانقته فعانقني هو الاخر و هو يبكي بالفرحة لانه تحدث معي لأول مرة.. و بمساعدة امه و ابيه…و مرة اخرى نظر للكمبيوتر … فسمعت صوتا آخر يقول… مرحبا يا سعيد .. بكيت و لم أستطيع وقف دموعي ، لأنني و لأول مرة أتواصل معه و اسمع هذه الاحاسيس الجميلة…

قضينا عشاء رمضانيا عائليا رائعا ، و بنكهة مغربية انجليزية و بلجيكية و أمريكية مختلطة و رمضانية ، و سألت صديقي الأب عن ما تقوم به الدولة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ، فبكى هو كذلك ، و قال لي الحمد لله ان ابني هنا لو كان في المغرب لتعذبنا …

و بدأ يسرد على كم ثمن الكمبيوتر الذي حصل عليه ابنه الان مجانا من الدولة للتواصل و هذا الكمبيوتر مجهز بآخر التقنيات و يساوي ثمنه ثمن سيارة رئيس الحكومة المغربية، و حدثني على أن الطاكسي مجانا و باخذه من باب المنزل إلى أي مكان يريدون و يعود بهم للمنزل مجانا، و الأحذية الطبية مجانا و الادوية مجانا و زيارة الاطباء مجانا و كل سنة يتم استبدال الكرسي المتحرك، و له كرسي خاص بداخل المنزل و آخر بالخارج مجانا… حتى مساعدون اجتماعيون يشتغلون معه ليل نهار و الدولة تتكفل بالمصاريف… نعم ملايين من الاورو سنويا تتكفل دولته بها و في كل شهر له راتب شهري خاص يمر مباشرة لحسابه البنكي ، و له محاسب من الدولة يراقب كل شيء مرة في السنة … كل هذا من اجل ان يعيش هذا الشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة و زملاؤه هم كذلك من ذوي الاحتياجات الخاصة بكرامة

و الدولة هنا في الخارج لا تعتبر ما تقوم به صدقات ، بل هو واجب و حق المواطن و هذا حق من حقوق الانسان ، و تكرسه نصوص قانونية ،.

عدت لمنزلي ، و أنا اتذكر مشاهد في المغرب ، و معاناة الاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة … و معاناة أهلهم و الإقصاء الذي يتعرضون له ، فدمعت عيناي مرة اخرى و قلت يا الهي ، أين الضمير الانساني في المغرب ..،و المسؤولين بعضهم ينهب الثروة من اجل سعادته ، و هنا في الدول التي تحترم شعوبها، الدول الديمقراطية، الحقوق محمية بلغة القانون …و انتهى الكلام .

ملاحظة: لم انشر الأسماء و لا صور عائلة صديقي احتراما لخصوصيتهم .

حديث الساعة

عن مدير نشر صوت المغرب الحر نيوز

Comentários

Avaliado com 0 de 5 estrelas.
Ainda sem avaliações

Adicione uma avaliação

Powered by

 

 

www.sawtmanews.com

صوت المغرب الحر نيوز​

SawtMa News

 2025 جميع حقوق النشر محفوظة

 

Independent media-Human Rights- News- Free Media
bottom of page