top of page

هل ستطيح ثورة السردين في المغرب ،بالحيتان الكبرى، و بالحكومة؟

مدير النشر

إذا كانت ثورة القرنفل البرتغالية في الوقت البعيد، كانت قد أطاحت بأكبر حاكم ديكتاتوري في لشبونة إستادو نوفو السلطوي، و حولت البرتغال إلى الديمقراطية… وعرضت فيها مواطنة برتغالية بسيطة تسمى "سيليستي كاييرو "القرنفل على الجنود عندما خرج السكان إلى الشوارع للاحتفال بنهاية الدكتاتورية، وحذا متظاهرون آخرون حذوهها، ووُضع القرنفل في كمامات البنادق وعلى ملابس الجنود، وتحولت هذه المواطنة من عاملة مطعم إلى متزعمة لثورة القرنفل في البرتغال من أجل الحرية و الديمقراطية..

و إذا كانت ثورة البوعزيزي، حديثا، او ما أطلق عليها ثورة الياسمين التونسية حيث أشعلت فتيل الثورة على نظام بنعلي بعد ان تعرض المواطن البوعزيزي للاهانة من طرف موظفة و أنهى حياته بشكل بشع دفع بعديد من المواطنين التونسيين إلى طرد بنعلي و عصابته من تونس ..

و إذا كانت عديدا من الثورات العربية قد حققت التغيير و لو قليلا و لازالت قائمة لحد الساعة في انتظار التغيير المنشود ، فان ما وقع في المغرب مؤخراً ، و بعد أربعة عشرةسنة من خروج المواطنين المغاربة إلى الشارع مطالبين بطرد الفساد و الفاسدين ، خرجت ثورة السردين من رحم الشعب ، بعد ان قام شاب مراكشي و بطريقة بسيطة و غيرته على معاناة الفقراء ، ليخلق الحدث من فكرة بيع السردين بخمسة دراهم للكيلو و في مراكش و التي تبعد عن البحر و الميناء ب أزيد من 160 كلم .

تحرك الشاب المراكشي و بابتسامة كبرى على وجهه و هو قد اعتمد على البث المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في تنفيذ خطته لجلب السردين من موانئ المملكة و بيعها للفقراء في مراكش باقل الأثمان …

لقد كانت دموعه تختلط بابتسامته ، و لكنته المراكشية تجعل المتابعين يهتمون اكثر بمايقول نظرا لبساطة إيصال الفكرة قولا و عملا و ضحكا .

و رغم تدخل السلطات المعنية المحلية لإغلاق محله لكن استقبله والي المدينة و بأوامر عليا و سمح له بإعادة فتح محله و العمل ، و أتخد الوالي قرارات توقيف في حق قائد و بعض المسؤولين بعدما احتجزوا الشاب بدون قانون ..

هذه هي الوصفة السحرية في المغرب ، فعندما يتحرك الشعب بسلمية و ببساطة و بعفوية و باحترام و من اعماق القلب في الدفاع عن حق او قضية ، يتحد الجميع و حتى السلطة و الملك ..

و من روعة ثورة السردين بمراكش ، نهج كثيرون من المواطنين في عدد من المدن و القرى المغربية نفس طريقة الشاب المراكشي ، و لم يعودوا يفكرون في الربح المالي الكثير على حساب الفقراء بل التضحية لخفض الأثمان ، و خاصة في ظل الارتفاعات المهولة في أسعار السمك و اللحوم في المغرب ..

و مع المؤسف ، و في اليوم الموالي من ثورة السردين ، ركبت الحكومة المغربية الفاشلة على الحدث ، كما فعلت سابقتها بحركة 20 فبراير ، و أكد المتحدث لحكومة الكفاءات الغامضة أن ما قام به الشاب المراكش مع أثمان السردين هو نفس اتجاه الحكومة ، بدون حشمة و لا حياء و لا احترام لعقول المغاربة …

إذن ، يبقى السؤال المهم الآن ، هل ستطيح ثورة السردين في مراكش بالحكومة الحالية و خاصة برئيسها الذي هو مسؤولا على نتائج مخطط المغرب الاخضر و ما خلفه من كوارث في المغرب ، ما دفع الملك إلى الغاء عيد الاضحى، و انتفاضة العديد من المواطنين نظرا للغلاء الفاحش و انعدام فرص الشغل و الضغوط التي يتعرض اليها المواطنين المغاربة مع حكومة لا تهتم بقضايا المواطنين ، و لا تعطي اهتماما لتوصيات الملك و لا تحترم مطالب الشعب .؟

فهل ستنتصر ثورة السردين على اللوبيات الفاسدة و الاحتكار في المغرب ؟

و هل سيتدخل الملك ، لإقالة الحكومة و محاسبة الحيتان الكبرى ؟

افتتاحية صوت المغرب الحر نيوز

عن مدير نشر صوت المغرب الحر نيوز

Comments

Rated 0 out of 5 stars.
No ratings yet

Add a rating

Powered by

 

 

www.sawtmanews.com

صوت المغرب الحر نيوز​

SawtMa News

 2025 جميع حقوق النشر محفوظة

 

Independent media-Human Rights- News- Free Media
bottom of page